Main menu

Pages

لماذا نجحت سامسونج في ما أخفق فيه الآخرون؟

أول ما يجب ذكره في هذه المقالة هو تحديد الأمر الذي نجحت فيه سامسونج و أخفق فيه الآخرون، و بالتأكيد أتحدث اليوم عن النجاح التجاري الضخم على منصة أندرويد. لا أحد يستطيع أن ينكر قدرة الشركات الأخرى على تقديم هواتف أندرويد بأعلى جودة، و قد رأينا محاولات كثيرة من العديد من الشركات. لكنهم جميعا اتفقوا على شيء واحد، و هو الفشل في نقل هواتفهم الى جيوب الكثير من المستخدمين، و أتحدث عن رقم كبير و ضخم. قبل عدة سنوات كان الأيفون هو الهاتف الذكي الأكثر مبيعا في العالم، دون أي منافس يذكر، قبل أن يصبح الجالكسي من سامسونج أول ند تجاري للأيفون في الأسواق، و يبدأ الجميع باستخدامه و انتظار جديده من عام الى آخر. مؤخرا أعلنت سامسونج أن هاتف Galaxy S3 حقق مبيعات وصلت الى 50 مليون جهاز عالميا، رقم ضخم لم يقترب منه أي هاتف أندرويد آخر من شركات منافسة. لنلقي نظرة على بعض مصنعي هواتف أندرويد المعروفين و نحاول معرفة لماذا لم تستطع كل واحدة تحقيق نجاح مشابه على هذه المنصة الشهيرة.

Sony
ربما في عالم الهواتف المحمولة يعتبر اسم سوني اريكسون أقرب للأذهان من سوني لوحده، و ذلك لأن سوني كانت قد دخلت في تعاون طويل جدا مع شركة اريكسون السويدية في سوق الهواتف. سوني اريكسون أو سوني كانت تركز بشكل كامل تقريبا على منصة سيمبيان قبل عصر الهواتف الذكية. النقلة الكبيرة الذي أحدثها الأيفون جعلت سوني في مأزق، خصوصا مع مشاكلها حينها مع اريكسون و رغبة الإنفصال بشكل نهائي. الظروف الصعبة التي مرت فيها سوني جعلتها تتأخر في ركوب قطار الأندرويد عكس البقية، و عندما اندثر سيمبان بشكل شبه كامل، قررت سوني أخيرا دعم أندرويد و إصدار هواتف تعمل على هذه المنصة. سوني تداركت الموقف سريعا و بدأت بدعم أندرويد، و ما مرة وقت طويل قبل أن نسمع عن أخبار تحسن أوضاع الشركة المالية في قطاع الهواتف. لكن ربما مقتني هواتف سوني الأولى العاملة على أندرويد دفعهم فقط الحماس لاسم الشركة و تاريخها العريق. في أرض الواقع هواتف سوني عانت من جوانب عدة، لعل أهمها إضافات سوني للواجهة، و كون هواتف أندرويد من الشركة كانت الأبطأ ربما في الحصول على تحديثات النظام الجديدة. ليس ذلك فقط، بل إن بعض الهواتف تأخرت كثيرا في الإصدار و عندما صدرت كان الوقت قد فات، و أصبحت ليست فقط نسخة النظام قديمة بل حتى المواصفات. سوني انفصلت أخيرا عن اريكسون، و نقلت عمليات التطوير الخاصة بهواتفها الى اليابان. الشركة أيضا بدأت سياسة جديدة و هي تقديم هواتف عالية المواصفات فقط و الإبتعاد تماما عن سوق الهواتف الرخيصة. ربما سوني تضررت كثيرا من سمعتها السابقة و تأخرها في دخول سوق أندرويد، لذلك لم تحقق أبدا نجاحا تجاريا يوازي ما رأيناه مع جالكسي اس من سامسونج. لكن سوني ترى بصيص أمل في Xperia Z، و الذي يبدأ مشوار سوني الجديد و هدفها في مواجهة جالكسي اس وجها لوجه.

هل سيحقق إكسبيريا Z آمال سوني العريضة هذه المرة؟

HTC
الشركة التايوانية المعروفة ربطت اسمها لوقت طويل بهواتف ويندوز، و لعلها كسبت كثيرا من شهرتها بسبب هواتف Windows Mobile 6 في عصر الـiMate الخاص بها. في ذلك الوقت كانت فكرة هواتف و مفكرة شخصية مثل PDA مثيرة للإهتمام، رغم الأسعار العالية لها، و هي كانت تمثل أول تصور للهواتف الحاسوبية. ما لم تكن تعرفه HTC أن الهواتف الذكية لن تصبح جزء صغير من السوق، بل ستنمو و تصبح الجزء الاكبر منها، و ذلك بظهور الأيفون و الأندرويد. عكس سوني HTC كانت أول من تبنى أندرويد، بل إنها كانت خلف جهاز Nexus الأول من جوجل. لكن في ذلك الوقت حتى مع تبني Android لم تكن HTC ذات استراتيجية واضحة، و كانت لا زالت متمسكة بويندوز موبايل و تعتقد أنه نظامها الرئيسي. مشكلة شركة HTC الأخرى أنها شركة هواتف فقط و لا تملك منتجات كثيرة أخرى، و بالتالي ليس لها ذلك النفوذ العالمي و الشهرة التي تتمتع بها شركات مثل سوني و سامسونج في كل مكان. مع الوقت أصبحت الشركة التايوانية تدعم أندرويد بشكل رئيسي، و أصبح يمثل معظم منتجاتها، لكن المشكلة التي بقت هي استراتيجية الشركة في التعامل مع السوق. HTC كانت تصدر الكثير من هواتف أندرويد، بعضها يصدر في وقت واحد، و بعضها يصدر في دول مختلفة بأشكال متعددة. الجماهير أصبحت تائهة و لا تدري فعلا ما هو أنسب جهاز لها. لم تكن HTC بعيدة عن هذه العيوب، و قد قررت الشركة أن تركز مستقبلا على إصدارات أقل و أفضل. الشركة مؤخرا تعاني من مشاكل مالية كبيرة و هبوط في المبيعات، و قد صرح رئيسها العام الماضي أنهم فشلوا بشكل كبير في مواجهة الجالكسي تسويقيا، و أن خلال العام الحالي ستصب الشركة تركيزها على هاتف HTC One قائد لوائها الجديد، و كيف ستحاول أن تقوم بتسويقه بشكل مختلف. و ربما أول بدائر التغيير رأيناها عندما ظهر HTC One في إعلانات كبيرة أثناء دوري أبطال أوروبا، المسابقة الكروية الأكثر شعبية في العالم. لا شك في قدرة HTC على تقديم هواتف ذات جودة عالية، لكن السؤال يبقى ما اذا كانت الشركة قادرة فعلا على مواجهة سامسونج تسويقيا، سنرى بكل تأكيد مع نهاية هذا العام.


Motorola
تعتبر شركة موتورولا أحد أعرق الشركات في مجال الهواتف المحمولة، و تواجدت منذ بدايات هذا السوق. و قد حققت الشركة نجاحات ضخمة في منتصف العقد الماضي، و هذا النجاح كان مع نظام سيمبيان في مواجهة سوني اريكسون و نوكيا. موتورلا حققت أكبر نجاح لها مع Razr و الذي حقق مبيعات عالية جدا، نسخة Razr V3 حققت مبيعات وصلت 50 مليونا بنهاية 2006، و قد سماع البعض بـ”أيبود” عالم الهواتف من شعبيته الكبيرة. للأسف قد يكون النجاح عدوك أحيانا، فموتورولا غرقت في أفكار نجاحها و إعجابها بنفسها لدرجة أنها تجاهلت ما يحدث حولها. وصول الأيفون و نهضة الهواتف الذكية أثرت كثيرا على موتورولا، و تأخرت الشركة حتى تراجعت خلف سامسونج و LG في الحصة العالمية. الشركة تأخرت كثيرا في تبني الأندرويد كنظام تشغيل، و هذا ما حدث في 2008 عندما تولى Sanjay Jha منصب الرئاسة في موتورولا موبايل، و عندها بدأ تطوير هواتف أندرويد للشركة. هنا بدأت سلسلة هواتف Droid في أمريكا و التي حققت نجاحات ممتازة، لكن نتائجها العالمية لم تكن بالشكل المطلوب و تم إصدار الهواتف في الدول الأخرى بأسماء مختلفة. موتورولا أرادت أن تعيد الإستفادة من اسم Razr الجذاب و اللامع، و أصدرت هاتف Razr الجديد الذي كان حينها أنحف هاتف أندرويد على الإطلاق. كما نعلم نسخة أندرويد من Razr لم تحقق أبدا أي نجاح قريب من نتائج سابقه، و كان واضحا أن مجرد الإسم لن يؤدي الى تحقيق نتائج مرجوة. موتورولا كان لها إصدارات قوية و ممتازة في سوق أندرويد، لكن مثل البقية لم يستطع أي منتج لديها للوصول الى النجاحات العالمية التي حققها جالكسي أو حتى هاتفهم السابق ريزر الأصلي. الآن الشركة تم الإستحواذ عليها من قبل جوجل، فهل كونها أصبحت واحدا مع أندرويد نفسه سيسمج لموتورولا بالوصول لآفاق جديدة؟ هذا ما سنعرفه خلال الأشهر القادمة عندما يتم الكشف عن الهاتف المجهول X و الذي يقال أنه قادم ليحصل على رأس جالكسي، كما تفعل سوني.

أن تكون الأنحف و تحمل اسم قوي مثل Razr لا يبدو كافيا لإكتساح السوق

LG
تعتبر هذه الشركة من أكبر الناجحين على قطاع الإلكترونيات عالميا، و كان لها نصيبها في النجاح في سوق الهواتف المحمولة خصوصا في النصف الأول من العقد الماضي. مع ثورة الهواتف الذكية قررت LG أن تبدأ بتقديم هواتف جديدة تعمل على النظام المفتوح Android، و كان ذلك في 2009. منذ ذلك الوقت قررت LG أن أندرويد سيكون نظام التشغيل الرئيسي الخاص بها في قطاع الهواتف الذكية. LG مرت بظروف مشابهة لـHTC من ناحية أنها قدمت أجهزة ممتازة نالت استحسان النقاد، لكن لم تنجح تجاريا بسبب تسويقها الضعيف. لكن هناك شبح آخر يطارد LG، فأجهزتها لم تتمكن من الإنفراد بالسوق بميزة معينة، مما جعلها تبدو فقط كتكملة عدد في صفوف المتاجر. أجهزة سامسونج لطالما ارتبطت بشاشات أموليد الرائعة، و أجهزة HTC لطالما عرفت بواجهة سينس الجميلة، و أجهزة سوني عرفت بتصميمها الأنيق، لكن أجهزة LG الى جانب البقية كانت عادية، على الأقل في نظر المتابع العادي. هذا السبب لم يساعد LG في إنتهاج طريق معين في حملاتها التسويقية، حتى هذه الحملات بشكلها الحالي تبدو عادية و خالية من الإبداع. مشكلة أخرى تعاني منها LG هي أن الجمهور لا يعرف حقا ما هو الجهاز الرئيسي للشركة في سوق أندرويد، LG سنويا تصدر الكثير من الأجهزة مع تفاوت كبير في المواصفات و الأسماء بين جهاز و آخر، و كأن المتابع يعتقد أن الشركة تتخذ السوق مختبرا للتجارب و لم تصل الى قناعة محددة. آخر الأخبار التي سمعناها أن الشركة الكورية تجهز معالج جديد ثماني الأنوية تحت اسم Odin و أنه ربما يكون في هاتفها القادم مهما يكن اسمه.

10 مليون ما باعته LG من هواتف سلسلة L المختلفة، خمس الرقم الذي وصله S3 وحيدا

في هذا المقال حاولت أن أتحدث عن الشركات الكبيرة فقط، فبقية الشركات التي تعمل على أندرويد لا تتوقع و لا تملك القدرة المالية غالبا على تحقيق نجاحات بحجم جالكسي، لكن ما تحققه في السوق من مبيعات متواضعة كافي لها و لحجمها في السوق. الشركات الكبرى تعاني من أكثر من جهة، و ربما التسويق يبدو العنصر الأكثر وضوحا، لكن هناك أمور داخلية يجب معالجتها من الشركة نفسها أيضا. الآن ندخل عاما جديدا من الهواتف الذكية القوية، و كل شركة وضعت آمالها و رغبتها خلف جهاز معين جديد، و منها جالكسي اس 4 و الذي يبدو أن توجه سامسونج من خلفه، هو أنه لا يجب تغيير شيء يعمل، فبقى الجهاز مشابها جدا لسابقه، و ربما هذه التجربة تنجح مع سامسونج كما نجحت مع أبل. أما البقية، فأملهم أن يحصلوا على حصة من الكعكة الكبيرة، فهل يقدرون؟







تعليقات

table of contents title